تاريخ يوغا الضحك
تاريخ “يوغا الضحك”

فكرة استعمال الضحك كعلاج نفسي وجسدي بدأت منذ تاريخ بعيد، ولكنها لم تتبلور وتتطور كما بدت عليه الآن، حيث اعتمدها العالم “البرت أليس” مبتكر العلاج السلوكي المعرفي في علاج مرضاه، لكنها تطورت في بداية التسعينيات من خلال الطبيب الهندي “مادان كاتاريا”، والذي كان يعمل في مستشفى محلي في مومباي، وكان حينها يهتم بكتابة مقالات طبية لعدد من المجلات التي تعنى بالقضايا الطبية. ومن خلال عمله جمع الدكتور “كاتاريا” معلومات ودلائل عملية أثبتت له أهمية وفائدة الضحك على الصحة العقلية والجسدية للإنسان. واهتدى انطلاقًا من المعلومات التي حصل عليها والبحوث التي أجراها أنه من المهم تطبيق الضحك كممارسة يومية في حياتنا بغية تحسين صحة الإنسان، ولتساعده على التعامل مع ضغوط الحياة الحديثة بشكل أفضل. فبدأ بالسعي لإيجاد السبل التي يمكن من خلالها أن يصف الضحك كعلاج للمرضى. في مارس 1995، وأثناء كتابته لمقال لإحدى المجلات الطبية بعنوان “الضحك – أفضل دواء”، اكتشف العديد من الدراسات العلمية الحديثة، التي تصف وتؤكد بعمق العديد من الفوائد المثبتة علميًّا للضحك على عقل الإنسان وجسمه. من هنا قرر الدكتور “كاتاريا” فورًا اختبار أثر الضحك بشكل عملي على نفسه وعلى الآخرين.
بداية تطبيق “يوغا الضحك”
بدأ الدكتور “كاتاريا” بتطبيق فكرته هذه من خلال مجموعة صغيرة تتكون من خمسة أفراد، تجمعوا في الساعة السابعة من صباح يوم 13 مارس 1995، في حديقة عامة في الحي الذي يقيم فيه في مومباي، الهند، وهناك أطلق أول نادي للضحك. ضحك هؤلاء الأعضاء المؤسسين الخمسة معًا في الحديقة، وانتقلت عدوى الضحك هذه من المجموعة الصغيرة إلى المارة لتنمو في غضون بضعة أيام هذه المجموعة إلى أكثر من 50 مشاركًا.
فوائد “يوغا الضحك”
هذا النوع من اليوغا تساعد صاحبها على تحسين صحته الجسدية، بالإضافة إلى صحته النفسية، فسوف يلحظ متلقي هذا النوع من اليوغا، تغير نظرته للحياة نحو التفاؤل أكثر وطريقة تعامله مع الأمور والمواقف الصعبة التي يواجهها في الحياة. وحتى في طريقة تعاطيه مع الأشخاص المحيطين به. حين يبدأ الشخص يومه بالضحك فإن طاقة إيجابية تلازمه طوال اليوم.
هذا ما أكدته إحدى الملتحقات بمجموعات يوغا الضحك “يارا” من بيروت: حيث أشارت إلى تحسن صحتها النفسية وتغيير مزاجها نحو الأفضل كلما شاركت في هذه الجلسات، وتضيف بأن هذا الأمر لا ينقطع بعد تركها لجلسة اليوغا، وإنما يستمر بعد مغادرتها للجلسة؛ مما ساهم بشكل حقيقي وكبير في تطوير حياتها نحو الأفضل، وعلاقتها بأصدقائها والأشخاص المقربين إليها. تقول “كنت أقف عند كل كبيرة وصغيرة في حياتي، لكن الآن وبعد جلسات “يوغا الضحك” أصبحت أواجه المشكلات الصغيرة والتي كانت تعكر علي صفو يومي بالضحك، مما انعكس بشكل إيجابي على جميع نواحي حياتي العملية والعائلية”.
علي شيباني يقول: يهمني الضحك كثيرًا، ممكن أن أقع على الأرض من الضحك، في هذه اللحظة فقط أشعر بالارتخاء والارتياح.. ويضيف: “من المهم بالنسبة لي أن أغني وأسمع موسيقى وأبتسم في الصباح الباكر؛ وذلك من أجل تجنب أن يكون مزاجي سيئًا خلال اليوم، وأن ينعكس على أحد. أحب أن أمازح إذا تعكَّر مزاجي في الصباح، ولا أسمح أن يستمر هذا لبقية النهار، أحاول أن أتغلب على هذا الموضوع بالضحك.
الضحك يقوِّي جهاز المناعة
أظهرت الدراسات الطبية في جميع أنحاء العالم أن عشر دقائق من الضحك من القلب له تأثير مفاجئ وكبير في تقوية جهاز المناعة في الجسم، ويوغا الضحك تلعب دورًا مهمًا في ذلك. التعود على الضحك بالإضافة إلى ممارسة الرياضة البدنية تساعد على إحداث تغييرات فسيولوجية وبيوكيميائية في الجسم؛ مما يساهم في تقوية جهاز المناعة. على الرغم من أن نوادي “يوغا الضحك” هي المكان المثالي لأداء هذا النوع من اليوغا، لكن يمكن للفرد أن يمارسها بمفرده أيضًا إذا تعذر عليه أن يقوم بها ضمن المجموعة، وستحمل له نفس الفائدة المرجوة، وستجعله أيضًا يختبر شعور السعادة حين يكون بمفرده.
تعليقات
إرسال تعليق